منطقة الخرج تقع ما بين خطي الطول 30 ،46 درجة و48 درجة شرق خط جرينتش وما بين خطي العرض 5 ،23 الى 30 ،24 درجة شمال خط الاستواء وترتفع عن مستوى سطح البحر 1360 قدما.
كما تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من عاصمة المملكة العربية السعودية «الرياض» وتبعد عنها حوالي ستين كيلو مترا وهي تتبع امارة منطقة الرياض. وحدودها الطبيعية من جهة الشمال جبال المغرة وطرف جبل الجبيل وبرق ام الشعال وجبال نساح الشمالية ومدافع الترابي والنخش ومن الشرق نفود الدهناء ومن الغرب جبال طويق ومن الجنوب البياض وتلال شعاري «ريع المحسن» والمساحة التقريبية 100 x 100 كم «اي عشرة آلاف كيلو متر مربع».
محافظة الخرج هي إحدى المحافظات الهامة في المملكة العربية السعودية، وتقع في جنوب شرق العاصمة الرياض، وتبلغ مساحتها 19,790 كلم2، ويبلغ عدد سكانها 332,243 نسمة، حسب احصائية الهيئة العامة للإحصاء لعام 2017، وتعد مدينة السيح عاصمة الخرج الحديثة ومركزها الإداري والاقتصادي.
المناخ قاري حار صيفًا باردٌ جافْ شتاءً قليل الأمطار يتحسن الجو ليلا منتصف شهر سبتمبر حتى يشتد البرد شهر ديسمبر ويناير ومتوسط درجة الحرارة العظمى بالشتاء 18 والصغرى 5 أما الصيف فمتوسط درجة الحرارة العظمى 48 والصغرى 31.
تصب في الخرج العديد من الأودية من أهمها وادي حنيفة ووادي الحنية ووادي السهباء، وتشتهر الخرج بوجود العيون وهي تجويفات داخل الأرض وتشهد العيون المائية في الخرج خلال فترة الصيف إقبالا من قبل الزوار الذين يفدون إليها من داخل وخارج المملكة وخصوصاً من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وتتميز عيون الخرج منذ زمن طويل بمياهها الباردة خلال فصل الصيف والدافئة خلال الشتاء،
حيث توفر تلك العيون المائية أجواء جميلة يعشقها الناس بعد أن كانت مياه العيون تفيض وتسيح على وجه الأرض بكميات كبيرة وخصوصاً في الأودية التي تخترق مدينة السيح والتي اكتسبت هذا الاسم لجريان المياه فيها طوال العام.
وعرفت الخرج أنها أرض مياه حيث اكتسبت اسمها منذ القدم من مضمون طبيعتها الجغرافية التي تميزت بوفرة إنتاجها الزراعي وخصوبة أراضيها وعذوبة مياهها، حيث توجد بها الكثير من الينابيع الطبيعية التي كانت تمد المزارع والمشاريع الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول المائية الجميلة.
وتعد عين الضلع الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة السيح من أكبر العيون في المملكة إضافة إلى وجود العديد من العيون والينابيع ذات المياه المعدنية الكبريتية والتي كانت لها مكانة مهمة منذ القدم وأشهرها عين سمحة وعين أم خيسة وعين الضلع وعين فرزان.
وقد ظلت العيون المصدر الرئيس لإمدادات المياه لكافة الاستخدامات في واحة الخرج وبدأت كمياتها ومناسيبها في الانخفاض التدريجي خلال العقدين الماضيين نتيجة زيادة سحب واستهلاك المياه من الطبقة المغذية لها بعد التوسع في حفر الآبار الارتوازية من قبل المزارعين وخاصة المشروعات الزراعية والحيوانية الكبرى والذي أدى بدوره إلى توقف التدفق الطبيعي في جميع العيون والنضوب التدريجي للعيون الأقل عمقاً التي يتراوح عمقها ما بين 5 إلى 16 متراً ثم الأكثر عمقاً.
|
النواحي الجيولوجية والبيئية
|
البنية الجيولوجية
نلاحظ ان الخريطة الجيولوجية لمنطقة الخرج تتكون من:
أولا: ان قدم الصخور يتدرج من جهة الغرب الى الشرق فأقدم الصخور هي السلاسل الجبلية الواقعة في غرب الخرج وهي جبال طويق او العارض وتعود الى الزمن الجوراسي الاعلى من الدور الثاني وهي مكونة من حجر جيري متماسك ويليها شرقا صخور من الدور الثاني ايضا وهي مكونة من حجر جيري لونه بني وبني فاتح دولومايت وعادة يتغير هذا التكوين في بعض الاماكن لهبوط الطبقة التي ذابت بسبب عمل المياه، ويليها ايضا ناحية الشرق صخور من الزمن الطباشيري الاسفل من الدور الثاني الجيولوجي وتتكون من حجر جيري متماسك لونه بني فاتح ويحتوي على طبقات رقيقة ونادرة.
ثانيا: صخور الدور الثالث الجيولوجي بمنطقة الخرج:
وهذه توجد في شمال الخرج والمعروفة بتكوينات الخرج والصخور المعادلة لها وهذه متكونة من حجر جيري بحيري، جص حصاة مؤلفة بوجه خاص من حصباء صغيرة وكبيرة من الحجر الجيري ملتصق.
ثالثا: صخور الدور الرابع الجيولوجي: وهذه تغطي اغلب اراضي الخرج ومناطقها الزراعية وهي متكونة من حصاة من حجر جيري كوارتز او خليط من حجر جيري وكوارتز في الرواسب الشرقية التي تتعلق بصورة واضحة بنظام مجاري المياه، ومن الرواسب التي تكونت في الدور الرابع الجيولوجي الطمي والحصاة والرمل والجلاميد المكونة غالبا بفعل السيول وهذه كلها وما يقترن بها من الرواسب الناعمة تغطي اراضي الخرج.
مظاهر السطح
- التربة: نجد ان تربة منطقة الخرج تتألف من التربة الرملية والتربة الصفراء الخفيفة والصفراء الثقيلة والسوداء وبوجه عام التربة في الخرج خصبة الا انها ضعيفة في بعض الاماكن بسبب الاستعمال الدائم ولفترات طويلة مما أفقدها كثيرا من خواصها دون العناية بالمخصبات العضوية التي تعيد للتربة عناصرها الغذائية التي فقدتها وبوجه عام هي فقيرة في النتروجين والفوسفات، اما التربة في الاودية المتكونة بفعل السيول والامطار وجريانها كل عام او عاما بعد عام فهي خصبة وصالحة للزراعة.
- المناخ: مناخ الخرج ينتمي الى المناخ الصحراوي الجاف والخصائص العامة لهذا المناخ هي:
ارتفاع الحرارة في فصل الصيف بسبب الموقع الجغرافي وشدة التعرض لأشعة الشمس، وجفاف الجو وصحو السماء في اكثر ايام السنة وتفاوت كمية الامطار من سنة الى اخرى.
مصادر المياه في منطقة الخرج
أ- مياه السيول فهي تتسرب الى الطبقات الرسوبية في الاودية تحت سطح الارض لتغذية المياه الجوفية ومتوسط السيول في مناطق الصرف الداخلية بالخرج يصل الى 30 ،1 مترا مكعبا وثلث المتر تقريبا في الثانية.
ب - المياه الجوفية القريبة من سطح الارض.
ج - المياه الباطنية العميقة.
ويوجد بمنطقة الخرج عدد من التكوينات الطبقية الحاملة للمياه وهي تكوين العرب، هيت، السلي، البياض، الوسيع.
ومن أهم مصادر المياه بالمنطقة العيون او الينابيع المكشوفة وهذه عبارة عن بحيرات صغيرة مكشوفة ممتلئة بالمياه منها ما بقي ومنها ما اندثر وانتهى بسبب ترسب المواد بها وفي مجاريها.
وأهم مصادر المياه بالمنطقة العيون او الينابيع المكشوفة ومنها ما اندثر ومنها ما انتهى بفعل الحروب والفتن التي قامت في المنطقة ومنها ما انتهى بفعل سحب الكم الهائل من المياه لاستخدامها في الزراعة ومنها ما بقي حاليا ومنها:
* عين الضلع - عين سمحة:
وهاتان العينان متجاورتان قريب بعضهما من البعض والماء متصل بعضه ببعض بدليل انه اذا ضخ الماء من احداهما انخفض في الاخرى ويقعان في الجزء المتوسط بين الدلم والسيح وفي شمال غرب جبل الدلم.
* عين أم خيسة:
قريبة من عين الضلع وعين سمحة السابق ذكرهما فهي تبعد حوالي كيلو ونصف تقريبا جهة الغرب وهذه عين واسعة ولكن مع مرور الزمن قلت مياهها وجفت.
ذكر ذلك الشيخ عبد الله بن خميس وذهبت ولم يتم العثور عليها رغم ما بذل للعثور عليها من محاولات.
* عين خفس دغرة:
وهذه تبعد عن العين السابق ذكرها جنوبا اكثر من ثلاثين كيلو مترا وتقع في حضن جبل الدام على شكل خسف لاصق بالجبل اسفله وهي عميقة ووضعت عليها مضخات لرفع الماء لتسقي الأرض الزراعية حولها وذلك في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وقد جفت هذه العين ولم يبق الا آثارها.
* عين فرزان الفرزة:
وهذه العين تقع في شمال الخرج وتنبع من التلال الواقعة على طريق الرياض - الخرج السريع جهة السفح الجنوبي لهذه التلال قرب مدخل الخرج وتسير في اتجاه الشمال الشرقي الى بلدة السلمية وهي الآن جافة ولا يوجد بها ماء وآثارها باقية حتى الآن ومحافظ عليها من قبل وزارة المعارف كآثار.
وهناك عيون لا يسمع عنها الا ذكر في كتب التاريخ ومنها عين الزباء وعين الهجرة وعين مرجان.
الأودية في الخرج
ويذكر الدريهم في كتاب الخرج بأن منطقة الخرج تقع في منخفض بين جبال وهذه الجبال تعتبر خط تقسيم مياه، ويمكن تقسيم الاودية الى ثلاثة اقسام:
أولا: أودية جبال «العارض» طويق.
أ - وادي حنيفة:
وهذا الوادي يمتد من الشمال الى الجنوب اي من شمال الرياض ويمر بها ويتجه الى الخرج نحو الجنوب الشرقي ومجرى هذا الوادي واسع وحافتاه ظاهرتان ويصب في وادي حنيفة وقد انشىء فيه ثمانية سدود ثلاثة رئيسية وخمسة جانبية، فالرئيسية هي: سد الدرعية، سد الباطن، سد الحائر.
وبسبب ذلك قلت المياه الجارية الى الخرج في الوقت الحاضر وكان وادي حنيفة يسمى العرض.
ب - وادي نساح:
قال ياقوت الحموي: «هو واد باليمامة قال وذكره الحفصي انه واد باليمامة» قال الهمداني: ومن ميامين اودية اليمامة نساح، ملك ولحا، والعرض، وقال: وفي فوهة «نساح» ماء يقال له «الوخرا، وقرار النعام» وقال الشيخ عبد الله بن خميس: ونساح واد معروف ومن اشهر اودية اليمامة يقسم عارض اليمامة «جبال طويق» مشرقا حتى يصب في الخرج واعلاه غربا متعلق برمال «الوركة» و«اللسين» ومدفعه في الخرج غربية شمالية فوق الهياثم بينه وبين جبل «الادمى» ووادي نساح غني بالمياه العذبة وتصب فيه عدة روافد من الجهة الشمالية وهذا الوادي يفترش اراضي واسعة منبسطة مما اعطاها الخصوبة والصلاحية للزراعة.
ج- وادي العين:
وهذا الوادي من اكبر اودية الخرج فهو ينزل من الجبال الواقعة في غرب المنطقة ويتجه من الغرب الى الشرق شاقا طريقه مارا بهجرة العين ثم يسقي بلدة نعجان ويأخذ طريقه شرقا مارا بالمزارع الى وادي السهباء ولهذا الوادي عدة روافد منها «السدرة، القفارة، نخيلان، والعوج، الملحة».
د - ماوان:
أحد اودية العلية «طويق» والذي ينزل من الغرب الى الشرق متجها الى الخرج «الدلم» وعلى هذا الوادي اطلال وآثار قديمة وقصور وهناك ايضا اودية اخرى هي وادي تمر ووادي اثيلان ووادي السواط ووادي برك.
ثانيا: الأودية التي تنزل من البياض الشمالي:
ويطلق عليها بياض هريسان والبياض يقع جنوب شرق الخرج وكذلك الاودية التي تنزل من جبال الدام جنوب شرق الخرج وهي:
أ - وادي العقيمي:
وهذا الوادي من اكبر اودية الخرج الجنوبية فسيل هذا الوادي يأتي من جهة الجنوب الى الشمال غير الأودية السابق ذكرها والتي تنحدر من جهة الغرب الى الشرق.
ب - وادي الثليماء:
ويقع هذا الوادي جنوب مدينة السيح بحوالي 7 كم ويتجه هذا الوادي من الغرب الى الشرق ويعتبر بمثابة مورد ماء قديم.
ثالثا: الأودية التي تنزل من جبال العرمة:
والمقصود الجبال الواقعة على طريق الرياض - الخرج وهي عن يمين الذاهب الى الرياض من الخرج وهي عارض مستطيل من الشمال الى الجنوب وينحدر جبلها انحدارا شديدا ناحية الغرب ومن الناحية الشرقية تأخذ في الانحدار التدريجي حتى تلامس السهول الشرقية لنفود الدهناء، ومن الأودية التي تسيل من هذه الجبال الى سهول الخرج أودية التحش، والدخيلي، والوسيع، وام العلاق، والترابي، وابو جفان ومزمولة، ومكيحيل.
رابعا: أودية جبل الجبيل:
وكما يقول الشيخ عبد الله بن خميس «جبل الجبيل هو الجبل الممتد من شمالي روضة الجنادرية شرقيها ويذهب جنوبا الى الخرج بما تقرب مسافته من مائة كيلو، اما الأودية التي تصب في الخرج من اودية جبل الجبيل فهي:
أ - وادي الحنية:
وهذا الوادي خلف جبل الجبيل من الشرق يحاذيه من خشم العان من الشرق حتى يقف جبل الجبيل بالخرج ويذهب وادي الحنية ليصب في السهباء بعد ان يسقي مزارع الخرج الشرقية وكل ما سال من جبل الجبيل مشرقا يتلقفه وادي الحنية ويصب فيه عدة روافد.
ب - وادي السهباء:
فهو عبارة عن أرض خصبة واسعة وروضة من اكبر رياض الخرج وتتجه الاودية المتجهة الى الخرج اليه وتصب فيه، سيله يكثر احيانا ويعظم ويقال ان امرأة غرست فسيلة على وادي حنيفة وكبرت هذه الفسيلة وآتت اكلها جاءها سيل وادي حنيفة وجعل يحفر تحتها وصاحبتها تشاهد هذا المنظر حتى عصف بها وحملها معه وقالت هذه المرأة تخاطب وادي حنيفة «موعدك السهباء» تحد من طغيانك وتكسر من جبروتك.
ولذا فان وادي السهباء من اكبر أودية اليمامة يبدأ من مجمع الاودية بالخرج من شرقيه ويفترش الأراضي الواسعة واذا كانت السيول كثيرة وعظيمة فهي تتجه شرقا حتى تصل نفود الدهناء وتستمر حتى تصل الى الخليج العربي وتصب فيه قرب سلوى في قطر.
ويذكر اطلس المياه بأن وادي برك ونساح والسهباء من الاودية الرئيسية وتحتل مناطق رسوبيات، ومساحة المستجمعات الرسوبية تبلغ 162300 كيلو مترا مربعا وكميةالتخزين بملايين الامتار المكعبة «14100» ونوعية المياه رديئة الى جيدة «مناسبة عموما للري».
النباتات الطبيعية
لتنوع سطح منطقة الخرج من مرتفعات وسهول واودية ورمال وكثرة مياه وقربها من سطح الأرض تعددت النباتات والأشجار الطبيعية والتي ليس للانسان دخل فيها، ويمكن تقسيم النباتات الطبيعية الى قسمين:
1- النباتات المستديمة:
هي النباتات التي تضرب جذورها في الارض وتقاوم الجفاف وتكيف نفسها مع البيئة الصحراوية وتأخذ الكمية اللازمة لها من الرطوبة وتكون حولها قشرة سميكة.
ومن هذه الأشجار:
أ- السمر.
ب - السلم.
ج - السرح.
د - الطلح.
هـ السدر.
2- النباتات الموسمية:
وتمتاز بقصرها واغلبها تأكله حيوانات الرعي الاغنام والابل واكثر ما تأكله الابل ويصعب في هذا المجال احصاء هذه النباتات ولكن نورد بعضها وهي:
الشيح، الخزاما، الثمام، الرمث، الحمض، العرفج، الحلفا، الربلة، وغيرها كثير.
وهذه النباتات بجميع انواعها تنمو وتزدهر بعد نزول الامطار واذا قصر فصل المطر قصر عمر النبات واذا امتد ازدهرت هذه النباتات وطال عمرها وامتدت الى فترات طويلة واصبحت رياضا خضراء لمدة طويلة ايضا.